الاثنين، 20 أكتوبر 2008



خواطر مابعد الفجر ...

بسم الله الرحمن الرحيم


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

مرحبًا بكم زوّاري الكرام



خواطر مابعد الفجر عادةً ما تكون غريبة ، لا أدري لماذا ؟
لكنه سؤال يراودني .. هل نحيا للحزن وحده ؟

عندما تمد يديك معا بكل ما أوتيت من قوة لمن لم تكن تعلم أنه سيرفسهما بكلتا قدميه بكل ما أوتي من قسوة !عندما تحيا سندًا لمن كنت تتوهم أنه سيكون لك ظهرًا حين ينقطع ظهرك ، وذراعًا تتكئ عليها حين تُشَلّ ذراعك ..عندما تكون مُسكّنَ أوجاعٍ لآلام الآخرين ، وتتجرّع مرارة أوجاعك بمفردك ..عندما تمدّ يدكَ في وسط الظلام باحثًا عن يدٍ تنقذك إلى عالم النور ، فلا ترى إلا تلويحة يدك في الهواء فتفيق على عجزك ..عندما يرتد إليك صدى صوتك ، ولا تسمع في النفق سوى وقع أقدامك ..عندما ترى نفسك تسير وحيدًا حزينًا مهشمًا خاليًا من كلّ شيء عدا ذلك ..
لا تقنع نفسك أنك الوحيد الذي تحيا كذلك !ولا تعتقد أن الحياة تدوم على شكلٍ واحدٍ أبدًا ،وتذكّر .. أن هناك قلوبًا محبةقلوبا محبة لاتزال تنبض حبًا وعطاءًاقلوبًا محبة ، هي البلسم الشافي لما تجرعته من مرارةٍ وقسوة قلوبًا محبة تنتظرك أن تأوي إليها ليتوقف ارتعاشك في صقيع الشتاء ، وتتكئ في ظلالها لتتقي بها لظى الشمس ..قلوبًا محبة .. سخرها الله عزوجل لتستمدّ منها ومعها القوة ..
وفوق هذه القلوب من هو أعظم !هل استشعرت قربه ووجوده ؟ارفع رأسك إليه ووجه قلبك تجاهه وناجه : ياااااااااااربيارب .. رحمة من عندك تغنينا بها عن رحمة من سواك ..تولّ قلوبنا ، وأوجاعنا ولا تكلنا لأنفسنا طرفة عين ولا لأحد غيرك ..
النور قريب منك جدا ، هو في آخر النفق المظلم الذي تسير فيه .. حُثّ الخطى إليه بعزيمةٍ صادقة ، وأشعل قنديل الأمل لئلا تخطئ الطريق ، واملأ نفسك همةً وتفاؤلاً وثقةً بأنّ الله رحمن رحيم عليم حكيم لم يكن ليخلق خلقه ويتركهم يضيعون في متاهات الحياة ..كن له .. معه .. به

ليست هناك تعليقات: